طليحة بن خويلد
ابن نوفل الأسدي ، البطل الكرار ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن يضرب بشجاعته المثل .
- كان ممن شهد الخندق من ناحية المشركين .
- أسلم سنة تسع ، حينما جاء مع وفد بني تميم وكانوا عشرة ، ثم ارتد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أيام الصـديق وظـلم نفسـه ، وتنبأ بنجد ، وتمت له حروب مع المسلمين ، ثم انهزم ، وخذل على يد خالد بن الوليد ، وتفرق جنده ، فهرب ولحق بآل جفنة الغسانيين بالشام ، ثم ارعوى وأسلم .
- وحسن إسلامه لما توفي الصديق ، وأحرم بالحج ، فلما رآه عمر قال : يا طليحة لا أحبك بعد قتلك عكاشة بن محصن وثابت بن أقرم . وكانا طليعة لخالد يوم بزاخة فقتلهمـا طليحة وأخوه . فقـال طـليحة : يا أمير المؤمنين هما رجـلان أكرمهمـا الله على يدي ولم يهني بأيديهما .
- ثم شهد اليرموك ، والقادسية ، وبعثه سعد بن أبي وقاص في سرية في معركة القادسية ليطلع له على أخبار الفرس ، فاخترق طليحة الجيش الفارسي وصفوفه ، وتخطى الألوف ، وقتل جماعة من الأبطال حتى أسر أحدهم وجاء به لا يملك من نفسه شيئاً .
- وعن جابر بن عبد الله قال : بالله الذي لا إله إلا هو ما اطلعنا على أحد من أهل القادسية يريد الدنيا مع الآخرة ، ولقد اتهمنا ثلاثة نفر ، فما رأينا كما هـجمنا عليهم ، من أمانتهـم وزهدهم : طليحة بن خويلد الأسدي ، وعمرو بن معدي كرب ، وقيس بن المكشوح .
- وكتب عمر إلى سعد بن أبي وقاص : أن شاور طليحة في أمر الحرب ولا توله شيئاً .
- وبعث النعمان بن مقرن في نهاوند بين يديه طليعة ، وهم ثلاثة : طليحة الأسدي وعمرو بن معدي كرب وعمرو بن أبي سلمة ؛ ليكشفوا له خبر القوم وماهم عليه ، فسارت الطليعة يوماً وليلة ، فرجع عمـرو فقيل له : ما رجعك ؟ فقال : كـنت في أرض العجـم وقتلت أرض جاهلها وقتل أرضاً عالمها ، ثم رجع بعده عمرو بن معدي كرب وقال : لم نر أحداً وخـفت أن يؤخذ علينا الطريق ، ونفذ طليحة ولم يحفل برجوعـهما فسار بعد ذلك نحـواً من بضـعة عشر فرسخاً حتى انتهى إلى نهاوند ، ودخـل في العجم ، وعـلم من أخبارهم ما أحب ، ثم رجع إلى النعمان ، فأخبره بذلك وأنه ليس بينه وبين نهاوند شيء يكرهه .
- وكان طليحة يعد بألف فارس لشجاعته وشدته .
- قلت : أبلى يوم نهاوند ، ثم استشهد ، سنة إحدى وعشرين ، رضي الله عنه وسامحه