مساجد أثرية كثيرة
وورد في الموسوعة الفلسطينية أن جامع عثمان بن عفان من مساجد مدينة غزة الأثرية ، ويأتي بعد الجامع الكبير من حيث الحجم ومتانة البناء ، ويقع في حي الشجاعية - شرق مدينة غزة - وقد بناه شهاب الدين أحمد بن عثمان بن عمر بن عبد الله الحنبلي - نزيل غزة في القرن الثامن الهجري- حيث سكنها واتخذ بها جامعا" ·
جامع بن مروان :
ورد في كتاب "إتحاف الأعزة" أنه يقع في حي التفاح ، وفيه قبر الشيخ علي بن مروان بن عامل الإشبيلي وهو من أشراف المغرب · ويستدل من البلاطة الموجودة على القبر أنه توفي في ذي القعدة من العام 715هـ / 1315م ، وهو من جوامع غزة المشهورة · وهو عامر تقام الصلاة فيه · له مئذنة ، وأمامه مقبرة . (···) وقد أجريت لهذا الجامع ترميمات وتجديدات عدة مرات" ·
ومن المساجد الأثرية أيضا جامع كاتب الولاية الذي أنشأه كاتب الولاية العثماني أحمد بك سنة 995هـ ، وهو ملاصق لإحدى الكنائس ·
ومن المساجد الأثرية جامع الشمعة الذي يقع في حي الزيتون بالمدينة ، ولم يبق منه أي أثر قديم ، حيث أعيد بناؤه على الطريقة الحديثة ·
وهناك أيضا جامع الشيخ زكريا في حي الدرج الذي بني بأمر من ملك الأمراء السيفي كافل المملكة الغزية ، ويقول الطباع : "قيل إنه أنشئ في القرن الخامس · يوجد به بلاطة منقوش عليها : "عمر هذا البيت المبارك إن شاء الله تعالى بأمر مولانا ملك الأمراء ··· السيفي كافل المملكة الغزية أعز الله أنصاره في شهر محرم سنة410هـ" ·
مسجد الشيخ عبد الله الأيبكي :
يقع كما ورد في كتاب "تاريخ غزة" في حي التفاح ، وهو عامر حتى اليوم وتقام فيه الصلاة ومدفون بجانبه الشيخ عبد الله الأيبكي من مماليك عز الدين أيبك المشهور ، وهو من رجال القرن السابع" ·
لكن يد التغيير امتدت للجامع وأعادت بناءه قبل عدة سنوات بشكل كلي على الطريقة الحديثة · وفي هذا الصدد يقول الطباع في "إتحاف الأعزة" : "ولم نر أعجل عقابا وتدميرا من أكل مال الوقف واغتصابه (ولعذاب الآخرة أشد لو كانوا يعلمون) ، والناس في غير بلادهم يحترمون الآثارات القديمة ويحفظونها من الخراب ويشيدون أركانها ويجددون ما اندرس منها وعلى الأقل يتركونها من غير سرقة لرخامها ولا تحجير لبنائها فتبقى إلى ما شاء الله وهذا من جملة الأسباب التي أوجبت خراب غزة وتأخرها وضعف أهلها وتسلطن الفقر فيها ، وهو أمر لا يحتاج إلى دليل وحسبنا الله ونعم الوكيل" ·
مسجد المغربي :
يقع في حي الدرج ويقول عنه الطباع : "مسجد قديم بمحلة بني عامر من حارة الدرج ، أنشئ في القرن التاسع وأقام فيه الولي الصالح الشيخ محمد المغربي واتخذه كزاوية له فاشتهر به ولما توفي دفن بمغارة كبيرة تحت إيوان وبني بساحته قبر إشارة له ومكتوب عليه تاريخ وفاته سنة 864هـ وكان سقفه من جريد النخل ويعرف بمسجد السواد ، (···) وتجدد في القرن الثالث عشر وجرت فيه تعميرات عظيمة بعد الحرب العامة" ·
مسجد الشيخ خالد :
يقع في منطقة الفواخير بحي الدرج ، وحسب توثيق "تاريخ غزة" فقد أسس المسجد في القرن الثامن وفيه قبر كتبت عليه هذه الكلمات (جدد هذا المكان المحتوي على ضريح ولي الله تعالى سيدنا الشيخ خالد المتوفى سنة 749 هـ ناظره الشيخ شهاب الدين أحمد بن ابراهيم المقدسي الأنصاري في أوائل جمادى الأول سنة 955هـ ودفن فيه أيضا الشيخ جقماق جد أسرة جقماق المنقرضة وإليه تنسبساقية الجماقية ·
وحسب توثيق "إتحاف الأعزة" فقد تجدد المسجد في القرن الثالث عشر هحري بمساعي الشيخ صالح أبو عدس ، وللمسجد أوقاف تقوم بمصالحه"·
مسجد العجمي :
يقع في حي الزيتون ولم يبق من بنائه ما يحمل الطابع الأثري ، ويؤرخ له الطباع فيقول : "وفيه إيوان وساحة متسعة وكانت تقام فيه الصلوات ثم اتخد مكتبا لتعليم الأولاد وبداخله حجرة صغيرة فيها قبر الشيخ العجمي ويسمى كالذي قبله بمحمد ، وقد هجر وخرب في الحرب العامة وأخذ قسم من ساحته للشارع ثم بنت الأوقاف جداره وبابه وجدد البناء والداخل من أهل الخير وقد ضبطته المعارف وهو ينتظر إتمامه وإحياءه" ·
مسجد السيدة رقية :
يقع في حي الشجاعية شرق غزة · ووثق له "إتحاف الأعزة" بالقول : "له أوقاف تقوم بشعائره · السيدة رقية التي ينسب إليها هذا المسجد لا يعرف لها ترجمة ، قيل : إنها من أهل اليسار كانت زوجة لأحد حكام غزة قبل الألف ويجوز أن تكون هي رقية بنت أحمد التي وجد تاريخ قبرها بالإيوان الخارب بجامع بن مروان سنة 963هـ ··· ، وكانت النظارة على أوقاف هذا المسجد لجاره الخواجا فخر التجار المعتبرين الحاج سالم حتحت ··· ، وفي الحجج الشرعية إشارة إلى أنه استمر ناظرا من سنة 1170هـ إلى ما بعد سنة 1220هـ ، وعمره وجدد بناءه واشترى له بعض دكاكين الجارية بوقفه" ·
مسجد الظفر الدمري
ويقع في حي الشجاعية ، وقد وثق له في "تاريخ غزة" : أنشئ في القرن الثامن من قبل شهاب الدين أحمد أزفير بن الظفر دمري في سنة 762هـ نسبة إلى ظفر دمر من بلاد المغرب ثم اشتهر بالقزدمري وفيه قبره والمسجد عامر إلى يومنا هذا" ·
جامع المحكمة البردبكية
وحسب ما أرخ له عبد اللطيف أبو هاشم فإن هذا المسجد يقع في حي الشجاعية ، أنشئ في القرن التاسع ، وكان هذا الجامع مدرسة ثم محكمة للقضاء - المدرسة أسسها الأمير بردبك الدودار سنة 859هـ أيام الملك الأشرف أبو النصر إينال" ·
مسجد الزاوية الأحمدية
ويقع في حي الدرج وينسب إلى أتباع الطريقة المحمدية الصوفية ، والتي تعود لأحمد البدوي المتوفى سنة 675هـ ·
مسجد الشيخ فرج
ويقع حسب توثيق " عبد اللطيف" في حي الدرج ، وكان مسجدا ومزارا في السابق ، وقد مرت عليه عدة تطورات ، ففي عام 1943م كان مسجدا صغيرًا ثم هدم بعد النكبة سنة 1948 ، وفي سنة 1983 أنشأت عليه الأوقاف دكاكين ودور سكنية تابعة للوقف ، ولا تقام فيه الصلوات ·
وعنه يقول الطباع : "هذا الجامع ينسب إلى الشيخ فرج المدفون فيه · وهو مسجد مشهور بالذكر والعبادة ، وهو من أصحاب الحظوة وأرباب الكرامة وكان موجودا في القرن الحادي عشر ، وكان عبدا إلى جد السيد محمد خطاب ، وظهر له منه بعض كرامات فأجله وأعلى منزلته ، وأخذ طعاما من بيته بغزة في يوم عرفه ، وأوصله إلى (سيده خطاب) على جبل عرفات قبل أن يبرد ، فلما تحقق قدره زادت عنايته به ، ولما توفاه الله تعالى دفنه في ذلك الموضع ، ثم دفن السيد محمد خطاب بجانبه وحدد أولاده هناك مسجدا في سنة 1216هـ ، ومكتوب على البلاطة الصغير التي على بابه : (أنشأ هذا المسجد أولاد المرحوم محمد خطاب سنة 1216هـ) ·
في مقدمة الأمم لا في ذيلها
وبالنظر إلى العدد الكثير للمساجد الأثرية في غزة والمخطوطات التي عثر عليها في مكتباتها ، يتضح أن غزة كانت على مصر العصور التاريخية منارة للعلم ، وأحد أهم المدن في العالم الإسلامي التي تمسكت بتعاليمه وأنشأت لأجله المساجد الكثيرة التي نجدها في أحياء غزة القديمة على الرغم من الدمار الكبير الذي لحق بها جراء الحروب المتعاقبة على غزة ، حيث كانت هذه المدينة مسرحا للكثير من الحروب الطاحنة ·
ويقول عبد اللطيف أبو هاشم : "هذه الأمة لها تراث زاخر يقدر بالملايين ، فهناك حوالي خمسة ملايين مخطوطة مبعثرة ومترامية في مكتبات الغرب توزعت بين مكتبة المتحف البريطاني ، وباريس الوطنية ، ولينينغراد ، والكنونغرس في واشنطن ولايدن بهولندا ، والأسكوريال في مدريد ، والفاتيكان في روما ، وجامعة توبنغن في ألمانيا ، وغيرها من مكتبات الشرق مثل مكتبة دار الكتب المصرية ، ودار الكتب الظاهرية في دمشق ، والزيتونة في تونس ، وجميع دور الكتب في الوطن العربي والإسلامي ·
ويضيف عبد اللطيف : "نحن نشعر بالتقصير الكبير أمام تراث الأجداد الذين خطوا بدمائهم تلك المخطوطات ، لذلك لا بد أن نحذو حذوهم ونقوم في القريب العاجل بتحقيق هذا التراث الزاخر وتلك المخطوطات التي تعتبر كنوزا فكرية لا تقدر بثمن حتى نستطيع أن نتجاوز التخلف الحضاري الذي نحن فيه ، لنكون في مقدمة الأمم لا في ذي